مغص التهابات الزائدة الدودية

التهاب الزائدة الدودية الحاد يعتبر أكثر أنواع الالتهابات الحادة في البطن حدوثاً فهو يحدث بنسبة 2 من كل 1000 شخصاً ، ورغم ذلك فإن عملية استئصال الزائدة الدودية يزيد عن ذلك بكثير حيث إنها تزال كإجراء وقائي أو روتيني مع عمليات أخرى كثيرة مثل الولادة بعملية قيصرية أو عمليات استئصال المرارة أو الاستكشاف العام للبطن "إثر حادث مثلاً" ، الإصابة بالزائدة الدودية الملتهبة تصل إلى أعلى معدلاتها في سن المراهقة والشباب ما بين 15ـ 24 سنة وتقل كثيراً فوق سن 40 سنة ، كما أنها تصيب الرجال ضعف ما تصيب النساء.
وأهم أعراض التهاب الزائدة الدودية الحاد هو المغص حتى أصبح حدوث مغص في مكان الزائدة أمراً معروفاً لكثير من الناس ولعل
ذلك من العوامل التي ساعدت كثيراً في هبوط نسبة الوفيات للمصابين بالالتهاب الحاد لسرعة العلاج والجراحة قبل حدوث عواقب وخيمة ومن الطريف أن المريض قد يتخيل الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية لمجرد وجود ألم في المربع السفلي الأيمن من البطن وتصبح مهمة الطبيب هي إقناعه بغير ذلك وليس العكس وعلى كل حال فإن الخوف المبكر حتى مع عدم وجود التهاب خير من الانتظار لأكثر من يومين مع وجود مثل هذا الالتهاب فقد ثبت أن المضاعفات الخطيرة وعلى رأسها انفجار الزائدة وما يتبعه من التهاب بريتوني تزداد احتمالات حدوثها بعد مرور 48 ساعة أو أكثر.
 المغص والألم
 يتميز المغص الدال على حدوث التهاب حاد في الزائدة الدودية بأنه يبدأ عادة في مكان آخر مثل وسط البطن وحول السرة ثم يتمركز بالتدريج في الربع الأيمن بالمعنى المعروف وهو ألم قلما يكون شديداً ويصاحب هذا الألم أحياناً غثيان وقئ ولكن كليهما قد يغيب تماما رغم شدة الحالة ، وتبدأ درجة الحرارة في الارتفاع الذي نادراً ما يصل إلى أعلى من 29 درجة وأهم ما يصاحب الألم حدوث إمساك مفاجئ وحتى الغازات لا تخرج بسهولة أما حدوث إسهال مفاجئ فهو عادة يدل على أن الحالة ليست التهاباً في الزائدة الدودية بل هو غالبا التهاب في القولون أو آخر الأمعاء لسبب آخر ورغم ذلك فإن القئ والغثيان والإسهال يمكن حدوثه كل على حده أو معاً خاصة في الأطفال صغيري السن.
ومن العلامات المميزة لالتهاب الزائدة الدودية أن الألم قد يمتد إلى الورك الأيمن وأعلى الفخذ وأحياناً قليلة قد يمتد إلى خلف الظهر "نتيجة أن الزائدة ليست في وضعها الطبيعي بل تتجه خلف القولون" مما قد يسبب اختلاطاً بين هذا الألم وبين التهاب الكلى والمغص الكلوي ولكن الأخير هو دائماً مغص بالمعنى المعروف أي في نوبات متصاعدة ومتفاوتة بينما الزائدة الدودية تسبب ألماً شبيه ثابت. 
أما العلامة الثانية فهي أن الضغط على الجانب الأيسر البعيد من الزائدة الملتهبة قد يسبب ألماً في مكان الزائدة في الناحية الأخرى وذلك نتيجة لضغط الغازات المحبوسة في القولون إلى ناحية الزائدة الملتهبة.