انسداد معوي

هناك مريض يصحو في جوف الليل من مغص شديد وربما قئ فإذا أخذ قرصاً أو حقنة مسكنة زال عنه المغص تماماً ونام ثم بعد
ثلاث ساعات مثلاً يصحو مرة أخرى على مغص مشابه تماماً للمغص الأول ولكنه أشد منه درجة في الألم ثم يأخذ حقنة أخرى فيضيع المغص تماماً ثم يعود مرة ثالثة وبعد مدة أقصر من المدة الأولى وبدرجة من الألم أشد من المرة الثانية وهكذا ، هذا مغص متكرر يزداد شدة مرة بعد أخرى ، هذه زائدة معوية انسدادية نتجت عن التهاب انسدادي في تجويفها يهددها بالانفجار ويمكن أن نقول أن لكل زائدة انسدادية درجة أو نوع من أنواع الانسداد المعوي وهذا الانسداد المعوي أمر خطير لا يعالج إلا بالجراحة الفورية العاجلة ولو في جوف الليل وكل تأخير في ساعة العملية هو انتصار للموت على الحياة ، ومعنى ذلك إنه يجب أن تجرى جراحة حتى لو تبين بعد الفتح أنها غير انسدادية ولا يوجد أي شلك من أشكال الانسداد المعوي ؛ لأن خطأ إجراء جراحة بدون داع أقل كلفة للمريض واقل مخاطرة من ترك المريض فريسة لهذا الانسداد ، إذن نتفق على أنه في حالة الشد في التشخيص يكون الطريق الأمثل هو (افتح ... وانظر ...وتأكد) وهذه القاعدة أدعى ما تكون في حالات معينة مقاومة الجسم فيها أضعف من تحتمل أي تأخير في الجراحة مثل حالات الأطفال والحوامل والشخص الذي يتعاطى مخدراً أو مكيفات وأي مريض تحت مخدر للألم مثل المورفين ، في كل هذه الحالات أخطاء الفتح ـ بلا مبرر جراحي ـ أقل دماراً من أخطاء ترك المريض وملاحظته مادام التشخيص غامضاً لا يتكشف بسهولة.