المغص المعدي والمعوي

من النادر ألا يصاب الإنسان بنوع من المغص المعدي أو المعوي مرة أو أكثر في حياته والمغص المعوي هو هذا النوع من الألم الشديد الذي يصيب البطن فجأة في درجات متفاوتة وقد يكون مصحوباً بالقئ أو بإخراج بعض الغازات أو بالإسهال المفاجئ. 
الإحساس والقناة الهضمية
 إحساس القناة الهضمية معدوم بالنسبة للمس ـ خلافاً للجلد مثلاً ـ ولكن الإحساس بالشد أو الانتفاخ أو الامتلاء الزائد أو التشنج
العضلي للجدار المعوي كلها إحساسات عميقة تنتقل إلى الحس عن طريق الأعصاب غير الإرادية "وهي الأعصاب المسماة بالسمبثاوية والبارسمبثاوية" ؛ لذلك فإن الألم الناتج تكون له أعراضاً تميزه عن غيره من الآلام فالمغص المعوي يتميز بحدوثه فجأة مع تصاعد في حدته وأنه يأتي في موجات متعاقبة يتخللها إحساس نسبي بالراحة وهذه الظاهرة هي أهم ما يميزه عن غيره من الأمغاص مثل المغص المراري مثلاً ، ولما كان الإحساس بالمغص ينتقل عن طريق الأعصاب غير الإرادية فإن هذه الأعصاب قد تنقل أيضاً بعض الأعراض المصاحبة للمغص فهي تنقل الإحساس بالغثيان أو القئ أو يصاحبها أعراض في أماكن بعيدة عن البطن كزيادة دقات القلب وتهدج الأنفاس والهبوط أو الإغماء أحياناً وكلها أعراض نعرفها جميعاً صادفتنا مع إصابة أو أكثر بمغص معوي.
أنواع المغص المعوي
 يختلف المغص وفقاً للمكان المسبب له فالمغص المعدي أي الذي يصيب المعدة يحدث أساساً نتيجة لتشنج أو انسداد الفتحة البابية ـ أي الفتحة ما بين المعدة والاثني عشر ـ لذلك فهو يتبع تناول الطعام بصفة خاصة ويصاحبه قئ شديد وغثيان شبه مستمر وقد يصاحبه إحساسه بالإعياء والإغماء ، أما المغص الناتج عن القولون فهو يختلف تماماً عن المغص المعدي فهو يأتي في موجات متلاحقة تشتد وتزول وقد يصاحبه غثيان خفيف أو أحياناً قئ بسيط ولكنها عادة يميزه حدوث انتفاخ واضح في البطن وقد يصاحبه أو يتبعه إخراج غازات أو حدوث إسهال شديد وتعنية وعادة تخف حدة المغص القولوني إذا حدث الإسهال أو خرجت الغازات. والمغص المعوي أو المغص الناتج عن إصابات الزائدة الدودية له مميزات واضحة فهو يبدأ عادة في منتصف البطن وحول السرة ثم يتجمع بالتدريج في مكان الإصابة : الزائدة الدودية مثلاً ويصاحب هذا المغص أيضاً غثيان وأحياناً قئ كما يصاحبه ألم شديد لا يحتمل وضع اليد أو حتى الملابس حول السرة وقلما يتبع هذا النوع من المغص إسهال أو تعنية.
أسباب المغص
 هناك أسباب كثيرة لحدوث المغص المعوي منها الحاد الناتج عن إصابات بأمراض معوية كالتسمم الغذائي أو تناول أطعمة ضارة ومنها المزمن نتيجة لوجود قرحة متليفة في الاثني عشر أو قبل الفتحة البابية ومنها المزمن نتيجة السبب وجود أورام خبيثة في المعدة إلا إذا تصادف وجودها حول فتحة البواب ، أما المغص القولوني فله أسباب متعددة منها الحاد كالإصابة بالدوسنتاريا أو التسمم الغذائي وهو مغص مصحوب بإسهال شديد وتعنية وأحياناً بارتفاع في درجات الحرارة ، ومنها المغص الناتج عن امتصاص أو تناول بعض الكيماويات الضارة وأشهرها الرصاص والزئبق ، ومنها المغص المزمن الناتج عن حدوث انسداد في القولون نتيجة لوجود أورام أو نتيجة لتراكم براز شديد الجفاف خاصة في كبار السن ، ومنها المغص المزمن الناتج عن وجود التهاب مزمن حول القولون لما يسمى "بالتهاب الأكياس القولونية" ويحدث عادة في كبار السن ويصاحبه بصفة خاصة إمساك شديد مزمن.
علاج المغص:
 لعل أخطر شئ هو محاولة تسكين الآلام عند حودث المغص ؛ لأن ذلك قد يكون له آثار في منتهي الخطورة ولكن إذا تم التشخيص بواسطة الطبيب فلا مانع من استعمال مضادات التقلص والآلام ، أما استعمال المسكنات دون معرفة السبب الأصلي فهو أمر قد يكون قاتلاً للمريض. والعلاج: ينصب على السبب وغالباً ما يكون استعمال المسكنات قليلاً بعد العلاج السليم